الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر والله أعلم أن نبوة آدم عليه السلام كانت بعد أن أخرج من الجنة، قال ابن القيم في حادي الأرواح في معرض ذكره لعذر آدم عليه السلام في أكله من الشجرة:
الوجه الثاني: أن العلم بانقطاع الدنيا ومجيء الآخرة إنما يعلم بالوحي، ولم يتقدم لآدم عليه الصلاة والسلام نبوة يعلم بها ذلك، وهو وإن نبأه الله سبحانه وتعالى وأوحى إليه، وأنزل عليه صحفاً كما في حديث أبي ذر لكن هذا بعد إهباطه إلى الأرض بنص القرآن، قال تعالى: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى.{طه،123}، وكذلك في سورة البقرة: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 27003 ففيها الأدلة على أن آدم عليه السلام أول نبي ورسول.
والله أعلم.