الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الذي تُعانين منه أيتها الأخت الفاضلة هو الذي حذرنا ونحذر منه مراراً، وذلك أنك قد استرسلت مع الوسواس حتى أوقعك فيما أوقعك فيه من الحرج، وربما استغواكِ الشيطان، وتسلط عليكِ حتى تؤخري الصلاة عن وقتها، فتكونين قد وقعت في إثم إضاعة الصلاة، أو حتى تؤخريها عن أول وقتها فتفوتك فضيلة أول الوقت، وكل ذلك بسبب استرسالك مع الوسوسة وطاعتك للشيطان فيما يأمرك به منها.
ألا فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن دين الله يسر، وشريعته تعالى هي الحنيفية السمحة، فلا تشقي على نفسك، وتعنتيها، وقد رفع الله عنك الحرج، وعليكِ إذا أردت الصلاة أن تُحضري قلبك وتخشعي في أدائها محافظة على أول وقتها، لا أن تضيعي سننها لأجل هذه الوسوسة المذمومة ، فإذا وقفت بين يدي ربك عز وجل، فارفعي يديك حذو منكبيكِ، أو حذو فروع أذنيك ، وكبري للإحرام مرة واحدة ثم لا تعودي ، فإن أوهمك الشيطان أن في تكبيرك خللا ، أو أنها لم تقع على وجهها فأعرضي عنه فإنه ليس لك بناصح ، وليس على عبادتك بحريص ، وجاهدي نفسك على هذا حتى يُذهب الله عنك هذا البلاء الذي تُعانين منه ، ورفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وإن كان سنة لا تبطل الصلاة بتركه كما بينا ذلك في الفتو رقم:30564، فإن علاج مشكلتك لا يكون في ترك السنة والإخلال بها ، ولا يُمكن أن تُعالج هذه المشكلة إلا بالإعراض عن الوسوسة جملة، فلا تلتفتِي إليها ولا تلقي لها بالاً ، فإنه يُخشى عليكِ إن تماديت مع الوسوسة أن تتجاوزي ترك السنن إلى ترك الفرائض والعياذ بالله ، فجاهدي نفسك أيتها الأخت الفاضلة، واشرعي في معالجة هذا الداء الخطير .
نسأل الله أن يمن عليك وعلى جميع الموسوسين بالعافية ، ولمزيد الفائدة انظري الفتوى رقم: 120774 .
والله أعلم.