الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يتعين عليك فعله هو تقديم النصح لأمك برفق ولين، وتذكيرها بحرمة ترك الصلاة وأن ذلك كبيرة من كبائر الذنوب، وما ذكرته من الاكتئاب ليس عذراً في ترك الصلاة، بل الحزن والاكتئاب إنما يأتيان في الغالب بسبب البعد عن ذكر الله تعالى، كما قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا. {طه:124}. والصلاة أعظم الذكر، كما قال الله تعالى: .. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي. {طه:14}. كما أن القلوب لا تسعد وتأنس إلا بذكر الله تعالى: ... أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. {الرعد:28}.
فالواجب على والدتك التوبة إلى الله تعالى من ترك الصلاة، اللهم إذا وصل بها الحال إلى فقد العقل بسبب هذا المرض فهي معذورة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 68045 فلتراجع.
وما ذكرته من أنها تزوجت من هو أكبر منها بضعف عمرها لا حرج فيه شرعاً، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهو أكبر منها بكثير، وتزوج خديجة وهي تكبره سناً بخمسة عشر عاماً، والمهم أن يكون الزوج صاحب خلق ودين، وقادراً على القيام بحقوق الزوجة، وكم من امرأة تزوجت من هو أكبر منها وسعدت، وكم من امرأة تزوجت من هو في سنها أو أصغر منها وشقيت، فالعبرة ليست بالسن. وانظر لذلك الفتويين رقم: 21794، 6079.
اللهم إلا أن يكون قصدك أن أمك قد أجبرت على الزواج ممن لا تقبله، فهذا محل خلاف بين أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أن للأب أن يجبر ابنته على الزواج، ورأى البعض أن ذلك ليس له، وعلى أية حال فهذا أمر قد فات وليس فيه ما يبيح لأمك ما ذكرته من تقصيرها في الصلاة.
والله أعلم.