الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحل للزوج أن يضرب زوجته على وجهها، إذ الضرب على الوجه حرام، فقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه، ولا يقل: قبح الله وجهك. رواه أحمد. وهو في الصحيحين بألفاظ أخرى، وفي سنن أبي داود عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إن اكتسبت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت.
وإذا ثبت أن الأثر الباقي في وجهك من أثر الضربة ففيها حكومة أي يجتهد أهل الخبرة في تقدير ما يلزم فيها، قال الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: الجنايات التي فيها الحكومة كل جناية كان لها أثر باق: جرح أو خدش أو كسر عظم أو ورم باق أو لون باق. انتهى.. والعبرة في الجروح ونحوها بمآلاتها. والضربة المذكورة مآلها ما صارت إليه من ذلك الأثر المذكور، ففيها ما بينا، ويرجع في ذلك إلى المحاكم الشرعية لتقديره ومعرفة ما يترتب عليه، والمحاكم بدورها سترجع إلى الأطباء لينظر هل هذا من أثر الضربة أم لا.
وأما النفقة فلا حق لك فيها بعد انقضاء عدتك، لأنك صرت أجنبية عنه ولا علاقة بينك وبينه، وإن كنت تسألين عن حكم النفقة في العدة فانظري الفتوى رقم: 47983.
والله أعلم.