الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن سب دين الإسلام أو شيء من شعائره وأركانه كفر أكبر والعياذ بالله تعالى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 23491.
والواجب عليك تجاه أبيك هذا أن تأمره بتقوى الله، وتعلمه بعظم ما يفعله، فإن استجاب لك، وإلا فليس عليك من أوزاره شيء، ما دمت كارهاً لفعله منكراً له، وعليك مع هذا أن تترك مجالسته في الأحوال التي يحصل منه استخفاف بشعائر الدين فيها.
أما ما يأمرك به من ترك الصلوات فلا تطعه في ذلك، بل خالف أمره وحافظ على الصلوات الخمس في جماعة في المسجد، فإن هذا فرض من الله على عباده، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وعليك أن تصبر على إيذائه لك بسبب تمسكك بفرائض الله، فإن اشتد عليك أذاه ولم تطق صبراً، فيمكنك أن تترك له المنزل وتبحث عن سكن مستقل لك في مكان آخر، إن قدرت على ذلك، وإلا فلم يبق لك إلا الصبر عليه وعلى أذاه ومصاحبته بالمعروف مع كثرة الدعاء له أن يهديه الله للدين ويشرح صدره للإسلام.
والله أعلم.