الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ظهر لنا من السؤال أن هذه السيدة التي تنكر أمومتك إنما هي - على الحقيقة - عمتك وغاية الأمر أنها قامت على تربيتك، وعليه فلا حرج عليها فيما تصنعه من إخبارها بأنك لست ابنتها، بل هذا هو الصواب، وإنما الخطأ أن تخبر بأنك ابنة خالها، وهذا لا يجوز؛ لأنه مجاف للحقيقة ومخالف للواقع، إلا أن يكون هناك مصلحة معتبرة من إخبارها بمثل هذا فلا حرج عليها حينئذ، ويستحسن استعمال التورية والمعاريض في مثل هذه الأحوال.
مع التنبيه على أن هذه العمة التي قامت على تربية ابنة أخيها إن كانت قد أرضعتها خمس رضعات في الزمن المعتبر شرعا للرضاعة وهو الحولان الأولان فإنها تكون أمًا لابنة أخيها من الرضاعة وأولادها إخوة لها من الرضاعة، فيحرم عليها أن تتزوج بأحدهم.
والله أعلم.