الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يثبتك على الإسلام في الحياة وعند لقاء الله، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمر الدين والدنيا، ثم الولد الصالح الذي تقر به عينك.
وقد سبق لنا الفتاوى الكثيرة في الحديث عن أمر الوساوس كلها سواء في أمور العقيدة أو غيرها، وبينا أن أعظم علاج لها هو الدعاء والتضرع إلى من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه، ثم بالإعراض عن هذه الوساوس جملة واحدة، فإن الإعراض عنها علاج لها أيما علاج، كما أن الاسترسال معها بلاء ما بعده بلاء، وراجعي في ذلك الفتاوى رقم: 121943، 3086، 117004.
وما فعلت من التداوي عند طبيب نفسي أمر حسن، ولكن عليك أن تبحثي عن طبيبة مسلمة متدينة، فإن لم يكن فطبيب مسلم متدين مع الالتزام بأحكام تداوي المرأة عند الطبيب من الحجاب وعدم الخلوة، والاقتصار في الحديث على قدر الحاجة.
أما بخصوص إخبار الخاطب بهذه الوساوس ففيه تفصيل، فإن كانت هذه الوساوس وما شابهها مما ذكرت من أمراض قد بلغت المدى وجاوزت الحد حتى وصلت إلى حد التنفير الذي ينتفي معه مقصود الزواج من المودة والرحمة، فهنا يجب عليك إخبار الخاطب بها، وسواء أخبرته بذلك قبل القبول أو بعده، فكل ذلك سائغ طالما أن العقد لم يحدث، ولكن الأفضل المبادرة بإعلامه، ويمكن الرجوع للعرف والعادة في وقت الإخبار بمثل هذه العيوب.
ولك أن تخبريه وتشترطي عليه أن لا يخبر أحداً بهذا المرض، فإن شاء تزوجك بما أنت عليه، وإن شاء تركك مع الستر عليك، ويلزمه الوفاء لك بالشرط، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: والمسلمون على شروطهم، إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً. رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن صحيح.
أما إن كان المرض لم يصل إلى هذا الحد، ولا تحصل منه النفرة بحيث يؤثر على ما بين الزوجين من المودة والرحمة فهنا لا يجب عليك الإخبار به أصلا . وراجعي الفتوى رقم: 121964.
والله أعلم.