الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا أن مثل هذه العلاقات بين الشباب والفتيات من أضر الأشياء على دين المرء ودنياه, وأنه يجب قطعها فورا بلا تردد ولا تسويف, وأنه لا تحصل التوبة منها إلا بذلك, وقد بينا ذلك وزيادة عليه في الفتوى رقم: 21582.
فالواجب على هذه الفتاة أن تكف عن علاقتها بهذا الشاب طاعة لله، وسدا لذرائع الشر وأبواب الفتنة والفساد. ثم عليها أن تقطع علاقتها بصديقتها هذه التي كانت سببا في وقوعها في هذه الفتنة, فإن من كان على هذه الشاكلة لا تجوز مصاحبته ولا مرافقته, وقد بينا ذلك في الفتويين التاليتين: 49072 , 24857 .
يبقى بعد ذلك النظر في علاقتك أنت بهذه الفتاة, فإن كنت من محارمها -أي يحرم عليك الزواج منها- فعليك أن تعينها على ذلك، وأن تكثر من نصحها وتذكيرها حتى تتجاوز هذه المحنة, مع محافظتك على سترها وعدم إخبار أحد بذلك إلا في حدود المصلحة الراجحة.
أما إن لم تكن من محارمها فهنا عليك أن تكف عن علاقتك بها فورا, لأن علاقتك بها حينئذ من جنس هذه العلاقة بينها وبين هذا الشاب الأجنبي والتي تنكرها عليها, غاية الأمر أنه يمكنك أن تخبر بهذا بعض أرحامها ممن يستطيع تقويمها وكفها عن هذه العلاقات المحظورة.
والله أعلم.