الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه السائل على أن حكمه على نفسه أنه يأتي كل يوم بناقض من نواقض الإسلام فعلياً، ليس بالأمر الهين، فإن الاستهزاء بالدين وشعائره واستحلال المعاصي من موجبات الكفر، والظاهر أن السائل الكريم يعاني من الوسوسة في هذا الباب، فعليه أن يطرح هذه الأفكار ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً، فإن الوسوسة مرض شديد فلا يفتح بابه على نفسه بالتعمق في ذلك.
وقد ذكر السائل عن نفسه ما يؤكد ذلك، حيث إنه يستغفر الله ويتوب إليه من مجرد حكاية هذا الوضع، ويذكر عن نفسه قوة المجاهدة له، ومن المعلوم أن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك. انتهى.. وراجع في ذلك الفتويين رقم: 7950، 12300.
وقد سبق أن بينا ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه، وأن من ثبت إسلامه بقين فلا يزول إسلامه بالشك، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 721، 106396، 53835.
فعليك -أخي الكريم- بالإعراض عن هذه الوساوس الشيطانية، وتجاهل هذه الخطرات المرضية، واشغل نفسك عنها بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، والاهتمام بما ينفعك في أمر دينك ودنياك، لئلا تفسح المجال للشيطان، والهج بالدعاء والذكر ليكشف الله عنك البلاء.
وللمزيد من الفائدة عن الوسوسة وعلاجها يمكنك مراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3086، 55678، 102447، 111084، 116946، 117004.
والله أعلم.