الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في معيار اختيار الزوج هو الدين والخلق، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
وذلك لأن في صلاح الدين والخلق سعادة الآخرة والدنيا، ولكن ذلك لا يعني أنه لا يجوز لك اشتراط أمر غير الدين والخلق في الزوج، فمن حقك أن تشترطي مع الدين والخلق أموراً أخرى مباحة، وإذا رفضت من تقدم إليك لعدم قبولك لشكله فلا إثم ولا حرج عليك في ذلك، والذي ننصحك به إذا كان هذا الشاب ذا دين وخلق ووجدت في نفسك قبولاً له فلا تترددي في قبوله بعد استخارة الله عز وجل.
وبخصوص الاستخارة، فقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ وهذا الأخير هو الراجح عندنا وهو قول العز بن عبد السلام.
قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن عبد السلام: يفعل ما اتفق، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث ابن مسعود في آخره: ثم يعزم. فتح الباري.
وأما بخصوص الرؤيا التي رأيتها فلا علاقة لذلك بنتيجة الاستخارة، وانظري الفتوى رقم: 95059.
وعليك أن تجتهدي في إزالة تعلق قلبك بهذا الشاب، وذلك بالاستعانة بالله وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، مع كثرة الدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.