الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أنه لا حرج في الذهاب إلى المسجد البعيد لا سيما إذا كان إمام المسجد القريب لا يحسن القراءة، كما بيناه في الفتوى رقم: 106036.
ولكن لا ينبغي لك-أخي السائل- أن تترك الإمامة إذا علمت أنه سيتولاها في غيابك من لا يحسن قراءة الفاتحة، بل قد يتعين عليك أن تؤم الناس إذا لم يوجد غيرك ممن يحسنها، وعلمت أن من يخلفك في الإمامة يلحن في الفاتحة لحنا يبطل الصلاة، وما ذكرته من الخوف من الرياء هو أمر محمود وهو من علامات الإخلاص إن شاء الله، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك حائلا بين فعل ما تعين عليك، وعدم تطويل الصلاة مراعاة لحال الناس أمر مطلوب لا حرج فيه بشرط أن يتم الإتيان بأركان الصلاة وواجباتها، ومن أهم ذلك الطمأنينة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة يريد أن يطيلها فيسمع بكاء الصبي فيتجوز في صلاته لما يعلم من وجد أمه عليه، وانظر الفتوى رقم: 66667.حول الخوف من الإمامة مع عدم وجود من يحسن القراءة، والفتوى رقم: 30366. عن ترك العمل من أجل الناس.
والله أعلم.