الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال وبحثك عنه واجتنابك لسبل الحرام. واعلم أن ذلك السبيل لن يؤدي بك إلا إلى ما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، فعض عليه بالنواجذ، وسر واثق الخطى أن ربك لن يضيعك فإنه يقول: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق:2 ، 3}. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
وأما سؤالك، فإن كان تركك للعمل لا يجعلك في الحرج والمشقة ورأيت أن مصلحة تركه أعلى، فالأولى أن تتركه لتأخذ ذلك المال وتسدد به ما عليك وتبحث عن عمل آخر، إلا أن تجد من يقرضك قرضا حسنا أو يعمل معك عقد مرابحة بأن يشتري لك سلعة ويبيعها عليك بأكثر من ثمنها إلى أجل ونحو ذلك.
وأما أخذ قرض ربوي فلا يجوز لعدم الاضطرار إليه مع ما ذكرت من البدائل عنه.
نسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدا، ويزرقك من لدنه رزقا حسنا، فهو المولى ونعم النصير.
والله أعلم.