الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت هذه الفتاة على هذا الحال المذكور فينبغي التريث وتحري الحكمة في معالجة أمرها، وننصح أولا بالإكثار من دعاء الله تعالى لها بأن يهديها إلى الصواب، وأن يصلح حالها، وأن يشفيها مما بها من مرض نفسي.
وينبغي أن تذكر بأن هذه الحياة دار ابتلاء، يبتلي الله عز وجل الناس فيها بالخير والشر، وأن على المؤمن أن يصبر على البلاء ليحصل على خير الدنيا والآخرة، ويمكن أن تذكر لها بعض فضائل الصبر، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 56472.
وقد أحسنت بضبط نفسك وعدم لوم أختك فيما أقدمت عليه، وبنصحك إياها في أمر الحجاب والتوبة مما فعلت مع ذلك الشاب، والواجب عليها أن تتوب أيضا مما أقدمت عليه من محاولة الانتحار، وينبغي أن تذكر بأن في الانتحار خسران الدنيا والآخرة، وراجعي الفتوى رقم: 10397.
ولا تخبري أهلك بما فعلت أختك، ولكن ينبغي أن تنصحي وليها بالأخذ بيدها والحزم معها، ومعالجتها عند المختصين في الطب النفسي ورقيتها الرقية المشروعة إن وجد إلى ذلك سبيلا.
ويمكن إخبار هذا الشاب بالتقدم للزواج منها من وليها إن كان راغبا في الزواج منها، بشرط أن يكون مسلما.
والله أعلم.