الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج في عرض الضيافة على من يمر بجنب بيتك مجاملة إذا كنت ستستقبله إذا وافق، وأما إذا كنت ستعتذر وترفض الضيافة إذا وافق فيخشى أن يكون هذا من الكذب، ولكنه يرتفع الإثم إذا عرض لك عارض ثم اعتذرت له وقبل العذر، فالأصل أن المسلم يحرص على الوفاء بالوعد والبعد عن خلفه، لأن خلف الوعد من شيم النفاق، ومن وعد ناويا عدم الوفاء يعتبر كاذبا
قال ابن حجر في الفتح: خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنا للوعد، أما لو كان عازما ثم عرض له مانع، أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق. قاله الغزالي في الإحياء. وفي الطبراني ما يشهد له، ففيه من حديث سلمان: إذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف. وذكر حديث ابن داود: إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف فلا إثم عليه. اهـ.
وقد روى أبو داود عن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة.
وهذا الحديث حسنه الألباني لوجود شاهد له عند أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا: من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه شيئا فهي كذبة.
والله أعلم.