الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلعل لإدارة المسجد عذراً في تأخير تركيب الثلاجة هذه المدة، فإن لم يكن لهم عذر فهم مقصرون بلا شك، ولم يكن ينبغي لهم هذا التأخير لما فيه من الإضرار بالمسلمين، وتأخير انتفاعهم بهذه الثلاجة.
وأما أنت فقد حصل لك أجرُ برك بأمك، وحصل لأمك أجرُ هذه الصدقة، فإن الإجماع منعقدٌ على أن الميت ينتفع بالصدقة عنه، قال في تحفة المحتاج: ( وَيَنْفَعُ الْمَيِّتَ صَدَقَةٌ ) عَنْهُ وَمِنْهَا وَقْفٌ لِمُصْحَفٍ وَغَيْرِهِ وَحَفْرُ بِئْرٍ وَغَرْسُ شَجَرٍ مِنْهُ فِي حَيَاتِهِ أَوْ مِنْ غَيْرِهِ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. انتهى.
وأما كيفية حساب ذلك الثواب، وهل يجري على أمك من وقت الصدقة بالثلاجة أو من حين الانتفاع بها، فمرد علم ذلك إلى الله عز وجل، ولكن فضل الله عظيم، ورحمته واسعة، ولطفه بعباده مما لا حد له، وحسنُ الظن به تبارك وتعالى أن يجعل لك ولأمك الثواب موفرا.
والله أعلم.