الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان ما فعله هذا المدير يتنافى مع الحقيقة الواقعة، فإنه يجمع بين الكذب والغش وعدم النصيحة لأخيه المسلم ولأمته ومجتمعه.. وهي أمور قبيحة طبعا ومحرمة شرعا كما هو معلوم بالضرورة عند كل مسلم، فالكذب محرم تحريماً شديداً وهو ينافي الصدق الذي هو أساس الإيمان، ولذلك لا يطبع عليه مؤمن حقاً، وإنما هو من صفات المنافقين. فقد روى مالك في الموطأ أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ً فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: لا. وقال صلى الله عليه وسلم.. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه البخاري وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
ولذلك فإننا ننصح هذا النوع من الناس بتقوى الله تعالى، والتوبة من هذه الأخلاق الذميمة، والسعي في نفع المسلمين والرفق بمن ولاهم الله تعالى عليهم، وننقل لهم دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.
فينبغي أن تطلع مسؤولك على هذه الفتوى وليطلع هو عليها مسؤوله الذي هو أرفع منه.
والله أعلم.