الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا في سعيك في سبيل الخير، ونسأله سبحانه أن يكتب لك ذلك في ميزان حسناتك.
وينبغي أن يعلم أن الأصل في المسلم السلامة، وأن الواجب حسن الظن به ما لم يتبين أن الأمر على خلاف ذلك، فلا يجوز أن يساء الظن بهذه المرأة من قبل زوجها أو أبيها أو غيرهما، ونذكرهما بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}.
والأمر أخطر والذنب أعظم إذا اتهمها أحد بفعل الفاحشة اختيارا من غير بينة، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {النور:23-25}.
ولو فرضنا أن هذه المرأة قد فعل بها هؤلاء المجرمون الفاحشة، وكانت مكرهة على ذلك، فإنها لا يلحقها إثم، لأن التكليف مرفوع بمثل هذا الإكراه، كما بينا بالفتوى رقم: 36899. وهنالك أحكام أخرى تتعلق بالزوجة المغتصبة فمن المهم مراجعتها بالفتوى رقم: 97924.
والقول بأن هذه المرأة لا تصلح زوجة لمجرد هذا الأمر الذي حدث لها قول مجانب للصواب لا يجوز الالتفات إليه، وننصح بأن يستعان ببعض أهل العلم وأهل الفضل والعقلاء من أهل الزوج وأهل الزوجة لتدارك الأمر ولئلا يحدث ما لا تحمد عقباه.
وننبه إلى وجوب الحذر من وجود المرأة في أماكن يمكن أن تتعرض فيها لشيء من الخطر.
والله أعلم.