الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القصيدة المشار إليها معروفة ومشهورة عند أهل العلم فقد ذكرها كثير منهم في كتبه، ومن هؤلاء الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق، والحافظ ابن كثير في تفسيره، والحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء حيث قال: وروى عبدالله بن محمد قاضي نصيبين، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال: أملى علي ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومئة وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض من طرسوس:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
إلى آخر القصيدة، فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم فقرأه وبكى ثم قال: صدق أبو عبدالرحمن ونصح.
ولهذا فنكران هذه القصة بالكلية غير معقول ولا داعي له، مع العلم بأن السير والأخبار والقصص لم يكن السلف يتشددون في روايتها ويدققون في رواتها جرحا وتعديلا، ولهذا قال العراقي في ألفية السيرة :
وليعلمِ الطالبُ أنَّ السّيَرَا * تَجمَعُ ما صحَّ وما قدْ أُنْكرَا
والله أعلم.