مجرد الوساوس لا توجب غسلا ولا طهارة

11-6-2009 | إسلام ويب

السؤال:
ابتليت بمرض الوسواس القهري منذ 10 سنوات، الوسواس أساسه الصلوات وكل ما يتعلق بها، وصلت بفضل الله ثم أهل الدين إلى الشفاء بنسبة 90 في المائة. المشكلة الحالية أنه باق عندي وسواس واحد وهو نوع من أنواع المرض معروف، وهي أفكار جنسية تأتيني بعد الانتهاء من فرض العشاء آخر فرض تبدأ الأفكار، أو في الوقت الذي أنتهي منه من أداء آخر فرض قبل النوم مما يسبب لي إزعاجا كبيرا، وكنت أعتقد انه عيب في إلا أنه بعد قراءتي عن إشكال الوسواس وجدت أنها أفكار تأتي لمن هو مريض به. المشكلة أنها لا تأتيني إلا لتحرمني من أداء الصلاة في وقتها بسبب النوم يعني أنام وأنا لست على طهارة، وأقوم بجمع الفروض وهذا سبب لي ألما نفسيا كبيرا وخوفا رهيبا من العقاب. ما الحل الأفكار تتعبني وكما ذكرت لا تأتي إلا في وقت انتهائي من فروض اليوم، وقبل النوم وبسببها أؤخر الفروض وأجمعها لأني أجد صعوبة مع أني جربت وكنت أقوم من النوم وأغتسل خصوصا للفرض وأصلي وأنام وكما هو وليس بيدي التحكم بأوقات نومي بسبب دراستي الجامعية أولا وثانيا متزوجة ولدي مسؤوليات أتمنى أكون كباقي الناس أنام واستيقظ لأداء الفرض وأكمل نومي، لكن حاولت سنين وفشلت هو الوسواس الوحيد الذي يعذبني مع العلم أنه يسبب لي احتلامات كثيرة. ووالله إنها ليست رغبات حقيقية هي بسبب تفكيري بها قبل النوم مما يؤثر على أحلامي، والله تعبت وأنا إنسانة طبيعية ليست لدي رغبات حيوانية هو وسواس يجبرني جبرا على التفكير غصبا عني.
ما الحل؟ ما حكم حالتي سألت كثيرا لكن أخجل من الوصف خجلا كبيرا مما يمنعني من شرح الحالة بشكل واضح. أنتم آخر حل لي بعد الله مع العلم أني أخاف الله وأحافظ على أذكاري والقرآن، وأراعي ربي في كل أعمالي، إلا ما خرج عن إرادتي، ولا أطاوع الشيطان في أشياء كثيرة.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمدُ لله الذي منّ عليكِ بما ذكرت من العافية، ونسأله تعالى أن يتم عليك نعمته، وقد بينا مراراً وتكراراً أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فعليكِ أولاً إذا أردت التماثل من هذا المرض أن تقوي إرادتك، وتصححي عزيمتك، فإن الذي أذهب عنكِ جُل هذا الداء، قادرٌ على أن يتم عليك النعمة بإذهاب باقيه، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، وفوضي أمرك إليه، وتوكلي عليه سبحانه، وأكثري من الدعاء بإخلاصٍ وصدق، واستعيني بمراجعة الأطباء الثقات، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، وستجدين خيراً كثيراً إن شاء الله.

ثم اعلمي أن حفاظكِ على الصلوات في أوقاتها، وإكثارك من الذكر وقراءة القرآن من أعظم ما يُستعان به على ذهاب تلك الوساوس، فعليكِ بالفكر فيما ينفعك في أمر دُنياك وآخرتك، واجتهدي في طرد تلك الخواطر الشيطانية، وإبدالها بالخواطر الرحمانية.

وأما ما ذكرته من جمعكِ للصلوات فلا نرى ما يسوغه، وقد ذكرتِ أن هذه الخواطر والوساوس تأتيكِ بعد العشاء، فما موجبُ جمعكِ للصلوات وتأخيركِ لها؟!.

وما ذكرته من أمر الدراسة ومسؤوليات الأولاد لا يسوغ تأخير الصلاة، والجمع بين الصلوات من غير عذر، فعليكِ أيتها الأخت الفاضلة أن تبادري بالتوبة النصوح إلى الله عز وجل، وأن تحرصي على فعل الصلوات في أوقاتها، فإن ذلك من أكبر أسباب تيسير أمورك، ورفع البلاء عنكِ بإذن الله.

ثم اعلمي أن مجرد الخواطر والوساوس في هذه الأمور الذي ذكرتها ليس موجباً للغسل، بل إن لم يخرج منك شيءٌ جراء هذه الوساوس فإن طهارتكِ لا تنتقض، وإن خرج منكِ شيء، فإن كان الخارجُ مذياً وجب عليك تطهير بدنك وثيابك منه ثم الوضوء فقط، وإن كان منياً وجب عليكِ الاغتسال، ولمعرفة الفرق بين مني المرأة ومذيها انظري الفتوى رقم: 45075، 110007.

فإذا عرفتِ هذا سَهُلَ عليكِ الأمر، وأمكنك التفريق بين المذي الموجب للوضوء، وهو يخرج غالبا عند التفكير في هذه الأمور، وبين المني الموجب للغسل.

واعلمي أنكِ لا تأثمين بهذه الوساوس والأفكار، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ. متفقٌ عليه.

ثم إنك مغلوبةٌ على هذه الأفكار، فالحرجُ مرفوعٌ عنك لكن عليكِ أن تجاهدي نفسك في محاولة القضاء عليها.

ونسأل الله لنا ولكِ التثبيت والإعانة.

والله أعلم.

www.islamweb.net