الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يقيك شرور نفسك وسيئات عملك، وأن يصرف عنك كيد الشيطان ومكره، وأن يعجل لك العافية والشفاء.
واعلم أيها السائل الكريم أن المحادثات التي تكون بين الشباب والفتيات عبر النت حرام، وهي من وسائل الشيطان لإضلال العباد والإيقاع بهم في مستنقع الشهوات المحرمة والعلاقات الآثمة، وقد بينا هذا في الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 80373، 97907، 93537.
وما تذكر من تحول الأمر من إرادة السوء والشر إلى الخير، والدعوة إلى سبيل الله، لا يسوغ لك ما تقوم به، لأن الغايات المحمودة لا تبررها الوسائل المحظورة، فكيف والغايات هنا ليست محمودة والأمر مصحوب من بدايته بنية السوء والشر كما تذكر، وماذا لو حرمت لطف ربك بسبب ذنوبك فوقعت في المحظور، وانتهى بك الحال إلى الولوج في الفواحش والمنكرات.
فالواجب عليك أن تتقي الله سبحانه وتنتهي عن مثل هذه المحادثات، وتتوب إلى الله سبحانه توبة صادقة عما سلف منك.
واعلم أنه ينبغي لحامل القرآن أن يوقر القرآن في صدره، وينأى بنفسه عن مواطن الشبهات بل وبعض المباحات فضلا عن المعاصي والمنكرات.
قال النووي رحمه الله: ومن آدابه (حامل القرآن) أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن. انتهى.
وقال الفضيل بن عياض: حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيما لحق القرآن. انتهى.
ثم إنا لنوصيك بأن تستغل الأوقات فيما يعود عليك بالنفع في أمر الدنيا والآخرة، واحذر من الفراغ والبطالة وإضاعة الأوقات فيما لا يفيد، فإن ذلك مفسدة للمرء أي مفسدة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. رواه البخاري وغيره.
فمن أنعم الله عليه بنعمة الفراغ عليه أن يستغلها في طاعة الله، والقيام بأوامره، والإكثار من ذكره وشكره. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا. {الفرقان: 62}.
والله أعلم.