الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لوالدك أن يمنعك من الزواج بمن تريدين ما دام صاحب خلق ودين, وما يعتذر به من أمر الدراسة ليس عذرا على الإطلاق كما بيناه في الفتوى رقم: 18626, وبينا في الفتوى المذكورة أن الأقرب إلى مقصود الشارع تقديم الزواج على إكمال الدراسة, ويتأكد هذا في ظل هذه الأزمان التي تموج فيها الفتن كموج البحر.
فعليك أن تخبري أباك بهذا بأسلوب لين رقيق, وتعلميه أن امتناعه عن تزويجك يوقعه في العضل المحرم.
أما بخصوص هذا الشاب فنرى أن تتأني قبل الارتباط به لأن ما ذكرت عنه يدل على رقة دينه وضعف يقينه, فإن صلاة الجماعة بالمسجد واجبة على الراجح من أقوال أهل العلم والمواظبة على تركها لا تجوز كما بينا في الفتوى رقم: 1798.
وأما سماعه الأغاني ففيه تفصيل فإن كان يستمع للأغاني المنتشرة في أيامنا، المصحوبة بالمعازف وآلات اللهو فهذا حرام لا خلاف في حرمته كما بينا في الفتوى رقم: 20951, والمستمع لهذه الأغاني فاسق.
أما إن كان يستمع للأغاني المباحة التي لا تشتمل على معازف ولا فحش في القول ولم تكن من امرأة لرجال أجانب فهذه لا بأس بها إلا أنه يكره المداومة عليها , وقد سبق تفصيل هذا كله في الفتوى رقم: 131.
والخلاصة أنه ينبغي أن تعلمي هذا الشخص بحرمة ترك صلاة الجماعة، وحرمة سماع الأغاني الهابطة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم, فإن تاب من هذا فلا حرج عليك في الزواج منه, فإن أصر أبوك على الامتناع من تزويجك به فهو عاضل, والعاضل تسقط ولايته, فحاولي أن توسطي لديه من له وجاهة عنده ليقنعه بالمبادرة بتزويجك، فإن أصر على رفضه فيجوز لك حينئذ أن ترفعي أمرك للقضاء ليجبره على التزويج أو يزوجك دونه.
وما حدث بينك وبين هذا الشاب من حديث لا حرج فيه ما دام في حدود المصلحة والحاجة، واجتنبت فيه المحرمات من الخلوة والخضوع بالقول واللين في الحديث والتطرق إلى ما لا يجوز, وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 1847 .
والله أعلم.