الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أولا هو أن تتوب إلى الله جل وعلا مما يكون منك من ممارسات محرمة مع هذه الفتاة، سواء باللقاء، أو المصافحة، أو الكلام وغير ذلك مما تعترف أنت بحرمته، وهذا مما يزيد الإثم ويعظم الذنب، فإن إثم العالم ليس كإثم الجاهل .
ولا تتحقق توبتك إلا بقطع كل علاقة لك بهذه الفتاة، واحذر أن يستدرجك الشيطان ويستزلك إلى الإثم بحجة أنك ظلمتها فهذا كلام خاطىء، لأنه لم يكن منك ظلم لها، بل إخوتها هم من ظلمها حين حالوا بينها وبين ما أحل الله لها، فهؤلاء هم الظلمة على الحقيقة، ظلموا أنفسهم بارتكاب ما حرم الله، وظلموا أختهم بمنعها من حقها الشرعي في الزواج بمن تريد، وظلموا أباهم حين حجروا عليه ومنعوه حقه في تزويج ابنته فحسبهم الله.
ولكن مع كل هذا، فلا يجوز لهذه الفتاة أن تزوج نفسها بدون أبيها لأن الزواج حينئذ يقع باطلا على الراجح من أقوال أهل العلم. وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 66004، 111441، 4832.
فإن لم يقدر أبوها على مباشرة عقد الزواج نظرا لتعنت أولاده فهنا يجوز له أن يوكل غيره ممن يقدر على القيام بهذا، فإن لم يمكنه هذا فحينئذ يجوز لهذه الفتاة أن ترفع أمرها إلى القضاء ليدفع عنها ظلم إخوتها، ويمكّن أباها من تزويجها رغما عنهم.
والله أعلم.