الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آدابا ينبغي مراعاتها، وقد ذكرنا جملة من هذه الآداب بالفتويين: 52338، 53349، ومن هذه الآداب الرفق، وهو الأصل في الدعوة إلى الله، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.
وإذا كان واقع الحال من هذا الرجل على ما ذكر، فإن أمره بالمعروف ليس بمعروف، ونهيه عن المنكر منكر. فليس من شأن الداعية أن يسب المدعو ويشتمه، وأما الضرب فإن التغيير باليد من شأن من له سلطان على المدعو كما هو مبين بالفتوى رقم: 80926، وإن كانت هذه المرأة أجنبية عنه فلا يجوز له أن يمس شيئا من جسدها شعرا كان أم غيره. وراجع الفتوى رقم: 28788، ثم إن هذا الأسلوب الذي يخاطبها به ليس من الحكمة في شيء، وقد يكون سببا في صد الناس عن التوبة والرجوع إلى الله، فينبغي أن يبين لهذا الرجل أنه قد أحسن في قصده القيام بهذه الفريضة وأخطأ في الأسلوب.
والله أعلم.