الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإتمام الصف الأول ثم الذي يليه، فقال صلى الله عليه وسلم: أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، وإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر. رواه أحمد والنسائي.
وجعل النبي صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها، وذلك لأجل قربهم من الإمام، فدل على أنه كلما كان أقرب من الإمام كان أكثر ثوابا.
قال في عون المعبود:(خير صفوف الرجال أولها) لقربهم من الإمام وبعدهم من النساء ( وشرها آخرها ) لقربهم من النساء وبعدهم من الإمام. انتهى.
ولا شك في أن من كان مع الإمام في الطابق الذي يصلي فيه أقرب إليه ممن كان يصلي في طابق آخر، وإن كان الذي يصلي مع الإمام في آخر صفوف ذلك الطابق، ومن ثمّ كانت الصلاة مع الإمام في الطابق الذي هو فيه وإن في آخره، أولى من الصلاة في طابق آخر وإن في أوله، وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله: سمعنا أن الصلاة في الطابق السفلي من المسجد الحرام أفضل من الصلاة في الطابق العلوي، فهل هذا صحيح من حيث العلو على الإمام؟
فأجاب: الطابق السفلي قد يكون أفضل من حيث قربه من الإمام؛ لأنه بلا شك أقرب إلى الإمام، والصف الأول أفضل لأنه أقرب من الإمام.
وأما من حيث علو المأموم على الإمام فهذه المسألة فيها خلاف، مع أن كثيرا من أهل العلم يقيد هذه المسألة بما إذا صلى الإمام وحده بالأسفل وصلى بقية الجماعة كلهم فوقه فهذه هي التي تكره، وأما إذا كان مع الإمام أحد فإنه لا كراهة في علو المأموم على الإمام، والآن معروف في الحرم أن غالب المصلين يصلون في الأسفل، فعلى هذا فالذين يصلون فوق ليس في صلاتهم كراهة بل ذلك جائز ولكن كما قلت الأسفل أقرب إلى الإمام فيكون أولى. انتهى.
والله أعلم.