الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبقت فتاوى عديدة في حكم مشاهدة أفلام الكرتون، ومنها فتاوى عامة للكبار والصغار، مثل الفتوى رقم: 34634، ومنها فتاوى للكبار تحديدا، مثل الفتوى رقم: 110537.
والحاصل أن حكمها يتوقف على مضمونها، فإذا خلا من الأمور المحرمة، والمفاهيم المخالفة للإسلام، كالدعوة إلى عقائد غير المسلمين أو الاستهزاء بشيء من الدين أو الدعوة إلى محرم، أو إقراره، أو شيوع الخلاعة والمجون ...الخ، إذا خلا من ذلك ونحوه فلا حرج في مشاهدتها، سواء من الصغير أو الكبير، كما أن المشاهد للصور المجسمة وغيرها لا يلحقه إثم المصورين، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 108497، إلا أنه يتأكد على الكبير ـ وخاصة الشاب ـ استثمار وقته فيما ينبغي له فعله، من طلب العلم النافع وغير ذلك من الأمور المهمة؛ ترتيبا للأولويات في حياة المسلم، وعملا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيما أنفقه ؟ وماذا عمل فيما علم. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وبخصوص الأفلام المذكورة تحديدا فنحن لم نحط علما بجميع حلقاتها، ومن ثم لا نستطيع الحكم عليها حكما عاما، ولكن القاعدة في ذلك ما ذكرناه آنفا.
وينبغي أن تنصح أصحابك باستغلال أوقاتهم في الأهم فالأهم، وأن تشعرهم بقيمة أعمارهم وخاصة فترة الشباب.
والله أعلم.