الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطاعة الوالدين ـ وإن وجبت ـ فإن ذلك مقيد بما ليس بمعصية، وتصوير حفلات الأعراس إن اشتمل على تصوير النساء فهي معصية سواء كان المصور رجلا أو امرأة كما سبق بيانه في الفتوى رقم:4026.
فعليك أيها السائل الكريم أن تستغفر الله وتتوب إليه مما حصل، وما دامت الفتاة هي الأخرى مرغمة على ذلك وهي ذات خلق ودين فلم يكن من الصواب تركها بسبب والدها بل التمسك بها هو الأفضل. والصواب في مثل حالك أن تداري والدك بقدر طاقتك بحيث لا تطعيه في معصية الله، وفي الوقت نفسه تتجنب سخطه عليك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وقد سبق أن بينا ضوابط طاعة الوالدين وحكمها في المشتبهات في الفتوى رقم: 76303، والفتوى رقم: 108354.
ثم اعلم أخي الكريم أن الاهتمام السابق بنصح الوالد وتعليمه أمور دينه بالأسلوب المناسب وترغيبه ووعظه بطريقة حكيمة مع الاجتهاد في بره وإرضائه كان من الممكن أن يجنبك مثل هذه الإشكالات و يتصدى هو لرغبة والد مخطوبتك وتدارك هذا الأمر بأن تهتم بهذا الجانب فى المستقبل ،
ثم ننبه السائل الكريم أنه لا بأس بما تعارف عليه الناس من إقامة الحفلات والولائم في مناسبة الخطبة لكن بشرط أن لا يتخللها محظور شرعي كاختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات وتبرج المخطوبة أمام خطيبها وغير ذلك مما بيناه في الفتوى رقم: 7391.
والله أعلم.