الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكان ينبغي لك أن تكثر من دعاء الله تعالى بصدق وإخلاص حتى لا يكون في قسمك على الله تعالى تزكية نفس .
والحديث الذي أشرت إليه جاء في الصحيحين وغيرهما مرفوعا ولفظه: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره. في رواية لمسلم: رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره. وفي رواية لغيره: منهم البراء بن مالك. وهذا ليس لكل عباد الله وإنما هو لبعضهم كما هو واضح من قوله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله. وهذا لعظم منزلة هذا النوع من عباد الله عند الله تعالى.
كما قال النووي: لو حلف على وقوع شيئ أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله، وصيانته من الحنث في يمينه، وهذا لعظم منزلته عند الله تعالى وإن كان حقيرا عند الناس، وقيل معنى القسم هنا الدعاء، وإبراره إجابته. وفيه جواز الحلف فيما يظنه الإنسان.
والظاهر -والله أعلم- أن هذا النوع من القسم أشبه ما يكون بالقسم على الغير ليفعلن كذا وقد تقدم الكلام عليه في الفتوى رقم: 110864.
والله أعلم .