الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبمجرد وقوع عقد الزواج الشرعي مستوفيا لشروطه وأركانه، فقد انعقدت عقدة النكاح، وصارت المرأة حلا لزوجها وهو حل لها، فيجوز له أن يخلو بها، وأن يستمتع بها ما شاء في حدود ما شرع الله، إلا أنه لا ينبغي له مجامعتها قبل الزفاف، مراعاة للأعراف والعادات، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 2940.
وعلى ذلك فإن ما يطلبه منك زوجك من حديث في الأمور الخاصة لا حرج فيه، ولو أدى هذا إلى نزول المني بسبب هذا الكلام، بشرط ألا يكون هنالك استمناء باليد، وبشرط الأمن من استماع الغير لهذه الأحاديث، مع أننا ننصح بترك الكلام المثير للشهوات والغرائز، لأنه قد يجر إلى مواقعة المحظور في ظل عدم تواجدهما في مكان واحد، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 62581.
أما أن يتم عمل العادة السرية من أحدكما أو كليكما فهذا لا يجوز، لا أثناء الكلام ولا قبله ولا بعده؛ لأن الاستمناء محرم لا يجوز، كما بيناه في الفتوى رقم: 7170.
أما ما يطلبه منك من إرسال صور لأماكن العورات فهذا لا يجوز؛ لأن الصور من أصلها محل خلاف كبير بين أهل العلم، والقول بحرمتها فيما عدا الحاجة والضرورة قول قوي متجه، كما بينا ذلك في الفتاوى رقم: 97357، 10888، 94727،
وحتى إذا ذهبنا إلى القول بإباحتها فإنه لا يجوز لك أصلا أن تصوري نفسك في مثل هذه الأوضاع، ولا أن ترسليها لزوجك، لأنه لا يؤمن وقوعها في يد غيره، وهذا فيه ما لا يخفى من العار والمفاسد العظيمة، فالواجب عليه أن يكف عن مطالبتك بهذا، والواجب عليك ألا تطيعيه في ذلك، بل عليك أن ترديه بلطف وحكمة، وتبيني له أن ذلك لا يجوز.
والله أعلم.