الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من مخاطر الدراسة المختلطة بين الرجال والنساء إقامة علاقات غير مشروعة، قد تصل والعياذ بالله إلى ارتكاب الفاحشة الكبرى، ومن هنا أفتى كثير من أهل العلم بحرمة الحضور إلى تلك المدارس أو الجامعات الدراسية التي هذه صفتها، وانظر الفتوى رقم: 2523.
وما وقع فيه زميلاك ثم وقعت فيه مؤخرا ما هو إلا أثر من آثار ذلك الاختلاط، وانظر الفتوى رقم: 11945.
والواجب عليك أن تنجو بنفسك وتقطع علاقتك بهذه الفتاة فورا؛ حسما للمادة، وأن تقلع عن باقي المعاصي التي أشرت إليها في سؤالك، وليكن ما يحملك على ذلك هو تقوى الله الذي يكره أن يراك حيث نهاك، وانظر شروط التوبة النصوح التي لا يقبل الله غيرها في الفتوى رقم: 5450.
ثم لتحذر زميليك من مغبة ما هم فيه من معصية الله تعالى، وأن لذائذ الدنيا تنسى بعد غمسة واحدة في جهنم، وأن الصبر على الشهوة في الدنيا حتى يأتي الله بالفرج لا يقارن بالصبر على حر جهنم.
هذا، وإن مما يعينك على الاستقامة على طريق الهداية سؤال الله أن يشرح صدرك، ويلهمك رشدك، ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك. ونوصيك باتخاذ صحبة من الشباب الصالح المؤمن، فإن صحبتهم من أعظم المعينات على الثبات على طريق الحق، ففتش عنهم وانتظم في سلكهم، واعبد الله معهم، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 16976، 23498، 15219، 21743.
والله أعلم.