الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان أخوكم مسحورا مغلوبا على أمره بسبب السحر، فينبغي السعي في علاجه بالرقية الشرعية، كما ينبغي السعي في هدايته وهداية زوجه بالحكمة، والسعي قدر المستطاع في منع الأجانب من دخول بيت أخيكم.
ثم إن هذا الفساد الذي تزعمون يحتاج لبذل الأسباب لانتزاعه من أصوله، ومن أنفع ذلك أن تفقهوا أخاكم في مسؤوليته عن هداية أهله فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. {التحريم:6}.
قال علي رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: علموهم وأدبوهم. رواه الطبري في تفسيره.
وقال مجاهد: علموهم ما ينجون به من النار.
فننصحكم جميعا بأن يوفر كل واحد في بيته التغذية الإيمانية للقلوب كما يوفر التغذية والمأكولات للبطون، فليكن عند كل واحد وجبة يومية من الترغيب والترهيب بنصوص الوحي الثابتة حتى تنقمع النفوس عن المعاصي والشهوات طائعة لله تعالى، فإذا طبق هذا وتابت الزوجة مما تتهم به فلا حرج في إمساكها، فإن أصرت على الفجور فالأولى بأخيكم أن يفارقها. وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على البسط فيما ذكرنا: 61445، 25475، 36189، 105390، 80694.
والله أعلم.