الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة وحسن العشرة والتفاهم، لكنّ ذلك يحتاج إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
والأصل أن يعالج الزوجان الخلاف بينهما دون تدخل أحد، لكن إذا لم يمكن التفاهم بينهما، فينبغي تدخل من يشير برأي أو يصلح بينهما.
فإذا كان زوجك يشكو لأمّك عند تعذّر التفاهم بينكما، فلا حرج عليه في ذلك، وأمّا إذا كان يفعل ذلك ويهدّدك به دون حاجة إليه، مع تضرّرك به، ففعله لا ينبغي لأنّه من سوء العشرة.
وعلى كل حال ينبغي أن تحرصي على تجنّب أسباب الخلاف بينكما، وأن يكون الحوار بينكما بأدب ولطف، مع مراعاة عدم التقصير في حقّه، فإن حقّ الزوج عظيم، مع الاستعانة بالله وكثرة دعائه، نسأل الله أن يصلح أحوالكما ويديم بينكما الألفة والمودة.
والله أعلم.