الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن نظر العورة حرام لا يجوز إلا بين الزوجين، أو في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، ولا قول لأحد بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. والحديث كما أشرت رواه مسلم وغيره.
ومن حكم تحريم النظر إليها أن العقل الصحيح والفطرة السليمة يأبيا النظر إليها، ولذلك سميت العورة سوءة؛ لأن نظرها يسوء الناظر والمنظور منه، والتجرؤ على نظرها انتكاس للفطرة وذهاب للحياء الذي هو من الإيمان قال الله تعالى: يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا. {الأعراف: 27}. وقال تعالى: يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. {الأعراف: 26}.
ومنها أن كشفها ونظرها ينزل بمستوى الإنسان المكرم عند الله تعالى إلى مستوى البهائم والحيوانات، كما أنه يثير الشهوة ويغري بالفاحشة. ولو لم نفهم الحكمة من تحريم النظر إلى العورة ووجوب سترها، فيجب على المسلم سترها وغض البصر عنها امتثالا لأمر الله تعالى. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى: 2315، 56616، 17248، 180127.
والله أعلم.