الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما قام به والدك من التعنت والوقوف في وجه زواجك على الرغم من محاولتك استرضاءه لا يجوز ، وهو آثم في فعله هذا؛ لأنه بذلك يعرضك للفتنة والفساد.
وأيضا فإن ما يقوم به من الضغط عليك – بعد الزواج - لتطليق زوجتك دون سبب معتبر لا يجوز، ولا يجب عليك طاعته في ذلك، على ما بيناه في الفتويين رقم: 102672 ، 21719.
وإذا كان أبوك قد أخذ منك ما أخذ من المال – وهو غير محتاج له – على أن يعطيك بيتا، فإن الواجب عليه أن يوفي بوعده، فيعطيك ما وعدك به من البيت أو يرد عليك مالك.
أما إن كان محتاجا إليه لكونه فقيرا، فليس عليه أن يرده؛ لأن نفقته حينئذ واجبة عليك، وإن كان محتاجا لبعضه دون بعض وجب عليه أن يرد القدر الذي يستغني عنه.
والذي ننصحك به هو أن تحاول ما استطعت أن تسترضي والدك، وأن توسط بينك وبينه في ذلك من يملك التأثير عليه من صديق أو جار ونحوهما، لأن رضا الأب من رضا الرب سبحانه وفي الحديث: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه الترمذي وصححه الألباني.
فإن لم يستجب رغم هذه المحاولات فلا حرج عليك حينئذ، وأكثر من الدعاء له بظهر الغيب، ولا تأل جهدا في إيصال الخير له ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
والله أعلم.