الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال على ما ذكرت من ظلم زوجك لك وضربه لك دون سبب وسبه لك بلا مسوغ، فلا حرج عليك فيما كان منك من ردك عليه بسبه بشرط ألا تكوني قد تعديت في سبك هذا إلى ما لا يجوز من لعن أو تكفير أو قذف أو سب من لا يحل سبه من آبائه أو أجداده، ونحو ذلك .
أما تحريم نفسك عليه فهذا لا أثر له على عقد النكاح، كل ما يلزمك هو أن تتحللي من ذلك بكفارة يمين. وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 17696.
وأما طلاق المرأة فإنه لغو ولا أثر له؛ لأن الطلاق حق للزوج كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما الطلاق لمن أخذ بالساق. حسنه الألباني.
أما الرسالة التي أرسلها لك وعلّق فيها طلاقك على عدم رجوعك للبيت في نفس الليلة، فقد وقع بها الطلاق؛ لأنك لم ترجعي في الوقت المحدد. وقد تقرر أن الطلاق المعلق يقع بحصول ما علق عليه سواء قصد بذلك وقوع الطلاق أم قصد مجرد حملك على الرجوع في الوقت المحدد، هذا مذهب جمهور أهل العلم. وفصل شيخ الإسلام بين ما إذا قصد وقوع الطلاق فيقع، وما إذا قصد مجرد الحمل على الأمر فعلا أو تركا فلا يقع الطلاق. والواجب عنده هو كفارة يمين.
وهذا الطلاق يقع رجعيا إذا كانت هذه التطليقة هي الأولى أو الثانية. وعلى ذلك فإذا كان رجوعك إلى بيته قبل انقضاء العدة وحدث منه ارتجاع لك بالقول أو الفعل من وطء ونحوه، فقد حصلت الرجعة وعقدة النكاح ما زلت قائمة. وقد بينا ما تحصل به الرجعة في الفتوى رقم: 30067.
أما إذا كان رجوعك لبيته بعد انتهاء العدة , فهنا تكونين قد بنت منه بينونة صغرى بمعنى أنك صرت أجنبية عنه ولا بد من عقد ومهر جديدين إذا أراد الزواج بك.
أما إذا كانت هذه التطليقة هي الثالثة فهنا تكونين قد بنت منه وحرمت عليه فلا يجوز له أن يتزوجك إلا بعد أن تنكحي زوجا غيره - نكاح رغبة لا نكاح تحليل - ثم يطلقك.
والله أعلم.