صرحت له بإعجابها به فأعرض عنها

13-7-2009 | إسلام ويب

السؤال:
لدي سؤال وأرجو الإجابة عليه بأسرع وقت ممكن؛ لأنني في حيرة من نفسي: لقد تعلقت بشخص وهو عالم في الدين، وأخفيت وكتمت شعوري وإحساسي من ناحيته، ولم أبح له إطلاقا خوفا وحياء، ولكن هو الذي اكتشفني بنفسه، وطلب مني أن أصارحه وأصدق معه، وصارحته بالأمر مجانبة للكذب والخيانة، وأعلم جيدا أن المصارحة في هذه الأمور يؤاخذ الشخص بها عند الله مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت أنفسها ما لم يتكلم أو يعمل به. ولكن صارحته بالأمر حتى لا أكون خائنة وكذوبة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كبر ت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كاذب. وقلت: مادام هو فتح الموضوع رفعت حجاب الحياء وصارحته بأني معجبة بشخصيته منذ فترة طويلة، وللأسف لما صارحته انقطع واختفى. السؤال الذي يحيرني: على ماذا يدل هذا التصرف منه وفعله تجاهي ؟ وهل أنا أخطأت لما صارحته ؟ وهل أنا مؤاخذ ة عند الله بهذه المصارحة ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يهديك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجنبك مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، فلا شك أنك أخطأت بهذه المصارحة، خاصة وأنت قد أشرت إلى أنك تعلمين أن التصريح بهذه الأمور مما يؤاخذ به العبد، وذكرت على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. متفق عليه.

ومثل هذا الكلام مما يعاب شرعا وعقلا وعرفا، إلا إذا كان ذلك في الحدود الشرعية من عرض الفتاة نفسها للارتباط بمن تراه يصلح لها زوجا، فقد سبق أن بينا أنه لا غضاضة في ذلك على المرأة، إذا توخت الحذر من استدراج الشيطان لها بإيقاعها في نوع من أنواع العلاقات مع رجل أجنبي عنها، وراجعي في ذلك الفتويين: 18430 ، 7682.

أما السؤال عن دلالة انقطاع واختفاء هذا الرجل بعد هذه المصارحة، فهي واضحة ومفهومة، ولا سيما وأنت وصفته بأنه عالم في الدين، فإن الذي يعلم حدود دينه ينأى بنفسه عن مواقع الفتن ويربأ بنفسه عن الاقتراب من تعدي حدود الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.

فمخافة هذا الرجل الرشيد من ربه هي التي حملته على ما صنع. واللائق بك أن تتشبهي به في سلوكه الملتزم، فتبتعدي عنه ولا تفكري فيه إلا في الحدود التي سبقت الإشارة إليها من عرض الزواج عليه، فهذه هي العلاقة الشرعية الوحيدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها. وراجعي للفائدة  الفتويين: 9360 ، 80510 .

وفقك الله لأرشد أمرك، وألهمك رشدك ، وكفاك شر نفسك، وغفر لك ذنبك.

والله أعلم.

www.islamweb.net