الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يجنبك مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، فلا شك أنك أخطأت بهذه المصارحة، خاصة وأنت قد أشرت إلى أنك تعلمين أن التصريح بهذه الأمور مما يؤاخذ به العبد، وذكرت على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. متفق عليه.
ومثل هذا الكلام مما يعاب شرعا وعقلا وعرفا، إلا إذا كان ذلك في الحدود الشرعية من عرض الفتاة نفسها للارتباط بمن تراه يصلح لها زوجا، فقد سبق أن بينا أنه لا غضاضة في ذلك على المرأة، إذا توخت الحذر من استدراج الشيطان لها بإيقاعها في نوع من أنواع العلاقات مع رجل أجنبي عنها، وراجعي في ذلك الفتويين: 18430 ، 7682.
أما السؤال عن دلالة انقطاع واختفاء هذا الرجل بعد هذه المصارحة، فهي واضحة ومفهومة، ولا سيما وأنت وصفته بأنه عالم في الدين، فإن الذي يعلم حدود دينه ينأى بنفسه عن مواقع الفتن ويربأ بنفسه عن الاقتراب من تعدي حدود الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
فمخافة هذا الرجل الرشيد من ربه هي التي حملته على ما صنع. واللائق بك أن تتشبهي به في سلوكه الملتزم، فتبتعدي عنه ولا تفكري فيه إلا في الحدود التي سبقت الإشارة إليها من عرض الزواج عليه، فهذه هي العلاقة الشرعية الوحيدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها. وراجعي للفائدة الفتويين: 9360 ، 80510 .
وفقك الله لأرشد أمرك، وألهمك رشدك ، وكفاك شر نفسك، وغفر لك ذنبك.
والله أعلم.