الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أهل العلم من ذهب إلى قصر استحباب دعاء الركوب على السفر فقط. وهذا ما ذهب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله؛ إذ قال في مجموع الفتاوى: دعاء الركوب إنما يستحب عند ركوب العبد للدابة، أو السيارة، أو الطائرة، أو الباخرة أو غيرها لقصد السفر. أما الركوب العادي في البلد أو في المصعد فلا أعلم في الأدلة الشرعية ما يدل على شرعية قراءة دعاء السفر. ومعلوم عند أهل العلم أن العبادات كلها توقيفية، لا يشرع منها إلا ما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو الإجماع الصحيح.
ومن أهل العلم من ذهب إلى استحباب دعاء الركوب عند الركوب عموما سفر أو حضرا. وممن ذهب إلى ذلك سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، فقد سئل: هل يلزم في ركوب الدابة كلما ركب الدابة قرأ دعاء الركوب ؟
فأجاب رحمه الله:
ظاهر القرآن أن الإنسان كلما ركب على البعير، أو السيارة، أو السفينة، أو القطار أن يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. لقاءات الباب المفتوح -اللقاء الخامس.
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه: يسن للراكب إذا استوى على دابته أن يكبر ثلاثا ثم يقرأ آية: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ويدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فعن علي بن ربيعة قال: شهدت عليا رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ. ثم قال:... إلخ
وإذا ركب للسفر دعا بما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى... إلخ.
وقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 260. أن دعاء الركوب يقال سفراً وحضراً.
والله أعلم.