الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مجرد النظر بشهوة للفتيان أمر محرم في ذاته، بل عده بعض أهل العلم من أنواع اللوطية، ويشتد الأمر مع الإصرار والمداومة، وتزداد الحرمة إذا انضاف إليها ما فوق ذلك من الشهوات كالملامسة، قال ابن الحاج في المدخل: اللوطية على ثلاث مراتب:
طائفة تتمتع بالنظر، وهو محرم، لأن النظرة إلى الأمرد بشهوة حرام إجماعا، بل صحح بعض العلماء أنه محرم وإن كان بغير شهوة.
والطائفة الثانية يتمتعون بالملاعبة والمباسطة والمعانقة وغير ذلك عدا فعل الفاحشة الكبرى.
ولا يظن ظان أن ما تقدم ذكره من النظر والملاعبة والمباسطة والمعانقة أقل رتبة من فعل الفاحشة، بل الدوام عليه يلحقه بها؛ لأنهم قالوا: لا صغيرة مع الإصرار، وإذا داوم على الصغائر صارت كبائر، هذا الكلام فيمن داوم على الصغائر وصارت بدوامه عليها كبائر، والحكم في ذلك معلوم عند أهل العلم.
والمرتبة الثالثة فعل الفاحشة الكبرى. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب، وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك، كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم لشهوة. اهـ.
وجاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على تحريم النظر إلى الأمرد عن شهوة أو بقصد التلذذ والتمتع بمحاسنه، ولا فرق بين الأمرد الصبيح وغيره، بل نص الحنفية والشافعية على أن النظر إلى الأمرد بشهوة أشد إثما من النظر إلى المرأة بشهوة، لأنه لا يحل بحال. اهـ.
وقد سبق لنا بيان ذلك مع بعض أقوال أهل العلم، في هاتين الفتويين: 26446، 121740. كما سبق لنا بيان علاج العشق وعلاج الميل إلى المرادن، في الفتاوى التالية أرقامها: 71334، 9360، 56002.
والله أعلم.