من تعلم كلمة التوحيد واعتقدها لا يلزمه التفكر فيها بعمق كلما نطق بها

18-7-2009 | إسلام ويب

السؤال:
شيخنا الفاضل: أنا فتاة أعاني من شيء لست أدري ما هو، هل هو وسواس أم لا؟
كل ما حاولت الالتزام والاقتراب من الله يلح علي وبشدة، وإذا سهوت في الدنيا والتهيت ذهب عني ما أجد
هذا الأمر: هو أنني كلما تحدثت أو تبسمت يلح علي شي بأنني قد كفرت بهذه الكلمات إلى الآن، وهذه ليست المشكلة الكبرى بل الأكبر من ذلك أنني أجد معاناة كبيرة في العودة إلى تلقن الشهادة وأظل لدقائق وأنا أحاول نطقها، وأظل أقول في نفسي إنه علي أن أتخيل معنى كل كلمة فيها خلال نطقها وأبدأ في مد الكلمة حتى يتأتى المعنى في خاطري: مثلا إذا قلت أشهد يجب أن أعتقد، وإذا قلت لا إله يجب أن يأتي في خاطري في نفس لحظة نطقها أنه لا معبود بحق توجه إليه العبادات إلا الله. وهكذا.
فسؤالي هو: هل يكفي أن أنطق بالشهادة بسرعة كما ينطقها الآخرون؟ مع العلم أنني لم أنطق بها إلا وأنا مؤمنة بها، فهل علي أن أتهجى المعاني خلال النطق أم أنه يكفي الإيمان بداخلي؟ والذي دفعني للنطق بها
إضافة إلى أنني قد درست معناها وأنا مؤمنة بها وأعرف أنها نطق باللسان وتصديق بالجنان؟ فهل التصديق يكفي أم علي استحضار المعاني حين النطق مع مراعاة صعوبة ذلك علي بحيث تظل الحروف تتقعقع في حلقي فترة لكي يحضرني المعنى؟.أرجوكم ساعدوني، أرجوكم،أشعر بأنني سأجن.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كلمة التوحيد يجب الاعتقاد بالقلب لما تدل عليه واليقين به لما في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {الحجرات:15}.

ولما في حديث مسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة.

ولكنه لا يجب استحضار معناها عندما يقولها دائما، والأولى أن يستحضره ويتدبر ما فيها من المعاني.

ولكنه لا يجب عند كل قولة قالها أن يستحضره، وبما أن السائلة تعلمت معنى الكلمة، وهي لا تشك فيها فإن هذا يدل على أنها مسلمة.

وننصحها أن تعرض عن التفكير في هذا الموضوع والاسترسال فيه ، وأن تبتعد عن العزلة والانفراد، وأن تخالط بعض النساء الملتزمات المستقيمات المعروفات باتباع السنة، وأن تعمر وقتها بنشاط تعليمي وتعبدي وبما يتيسر لها من الخدمة الاجتماعية لأسرتها وأقاربها ومجتمعها، مع الحفاظ على الأذكار الصباحية والمسائية، والبعد عن المعاصي، وأن تكثر الدعاء، ولا بأس أن تستشير بعض الخبراء في الأمور النفسية.

والله أعلم.

www.islamweb.net