الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتبذل لغة يأتي بمعنى ترك التزين، كما يأتي بمعنى ترك التصاون.
وأما اصطلاحًا فمعناه: لبس ثياب البذلة؛ أي: المهنة. وعلى ذلك فلباس التبذل هو اللباس الممتهن الذي يلبس في حال الشغل ومباشرة الخدمة، وتصرف الإنسان في بيته.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: للتبذل في اللغة معان: منها: ترك التزين, والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع، ومنه حديث سلمان: فرأى أم الدرداء متبذلة. وفي رواية: مبتذلة.
والمبذل والمبذلة: الثوب الخلق. والمتبذل: لابسه، وفي حديث الاستسقاء: فخرج متبذلًا متخضعًا، وفي مختار الصحاح: البذلة والمبذلة بكسر أولهما: ما يمتهن من الثياب. وابتذال الثوب وغيره: امتهانه.
ومن معاني التبذل أيضًا: ترك التصاون.
والتبذل في الاصطلاح: لبس ثياب البذلة. والبذلة: المهنة. وثياب البذلة هي التي تلبس في حال الشغل, ومباشرة الخدمة, وتصرف الإنسان في بيته. وهو بهذا لا يخرج في معناه الاصطلاحي عما ذكر له من معان لغوية. اهـ.
وأما حكم لبسه، فمداره على ستر العورة وعدمه، لكن الغالب على لباس التبذل أنه لا يصون المرأة عن تكشف بعض أطرافها، كاليدين والساقين والرقبة والرأس ونحو ذلك، ولذلك لا يجوز للمرأة لبسه أمام الرجال الأجانب، وأما أمام محارمها ونسائها فلا حرج في لبسه ما لم يكن كاشفًا عن شيء من العورة، فعندئذ يحرم لبسه أمامهم.
ويراجع للفائدة الفتاوى التالية: 94465، 1265، 5521.
ويكره تبذل كل من الزوجين للآخر.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: ويكره تبذل المرأة لزوجها والرجل لزوجته، ذلك لأنه يستحب لكل منهما أن يتزين للآخر عند عامة الفقهاء، لقوله تعالى: وعاشروهن بالمعروف. وقوله تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
فالمعاشرة بالمعروف حق لكل منهما على الآخر، ومن المعروف أن يتزين كل منهما لصاحبه، فكما يحب الزوج أن تتزين له زوجته، فكذلك هي تحب أن يتزين لها. اهـ.
والله أعلم.