الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن حق الوالد على ولده عظيم، وطاعته وبرّه من أوجب الواجبات، كما أن عقوقه من أكبر الكبائر، ومن أسباب سخط الله. لكنّ الطاعة إنما تكون في المعروف، فإذا كانت مقاطعتك لزوجة أبيك وبناتها ليست لأمر دنيوي وإنما لما يرتكبنه من محرمات، فلا يكون ذلك عقوقاً لأبيك ولا إثم عليك فيه، ولكن إذا كان في صلتهم رجاء صلاحهم وكفّهم عن هذه المنكرات، فالواجب عليك طاعة والدك في صلتهم بالقدر الذي لا يضرّك، مع التنبيه على أنّ بنات زوجة أبيك إذا لم يكنّ أخوات لك من الأب أو يكن قد رضعن ممن يجر لك لبنها المحرمية، فهنّ أجنبيات عنك، لا يجوز لك الخلوة بهنّ أو مصافحتهنّ.
وعلى كلّ حال عليك أن تجتهد في برّ أبيك وتداوم على نصحه بالرفق والأدب بشأن زوجته وبناتها، ولا يجوز أن تقاطعه أو تسيء إليه بحال من الأحوال. وللمزيد راجع الفتوى رقم: 22411.
والله أعلم.