الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما الحديث المذكور فلم نجد له أصلا في كتب السنة، ولا نظنه يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما عن صلاة النوافل وهي ما سوى الفرائض، فإن منها ما هو تابع للفرائض وهي الرواتب، ومنها ما يكون قبل الفريضة كركعتي الفجر، ومنها ما يكون بعدها كركعتين المغرب، ومن الصلاة ما هو نفل مطلق لا سبب له، ومنها ما هو ذو سبب كتحية االمسجد وسنة الوضوء ونحوها، وانظري للمزيد الفتوى رقم: 49817. وما له سبب من النوافل يصلى عند وجود سببه، وما كان من النوافل الراتبة فإنه متعلق بالفريضة قبلها أو بعدها على التفصيل المذكور في الفتوى المحال عليها، وأما النوافل المطلقة فإنها تفعل في كل وقت سوى أوقات النهي المبينة بأدلتها في الفتوى رقم: 120381. واختلف العلماء في ذوات الأسباب هل يجوز فعلها في وقت النهي أو لا على قولين، ومذهب الشافعي واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية الجواز، هذا عن وقت فعل النوافل ومتى تقام.
أما عن منافع النوافل فهي كثيرة جدا، وحسبك أنها تقرب العبد من ربه تعالى حتى تنيله درجة المحبة والتي هي أقصى غاية المؤمن ومنتهى أمنياته، ففي االبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ومن منافع النوافل كذلك أنها سبب لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأعظم بها من منزلة، ففي صحيح مسلم من حديث ربيعة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا ربيعة سل، قال: أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك، قال: هو ذاك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
وبالجملة فإن كل ما للصلاة من نفع وأثر حسن في تفريج الهم وتوسيع الرزق وتكفير الذنب فإن للنوافل منه نصيب، والصلاة خير موضوع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر، ولمزيد الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59692، 31381، 112936.
والله أعلم.