الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما دعاء الأم على ابنتها فإنه لا يجوز أصلا كما بيناه في الفتويين رقم: 52971، 79076.
وإذا وقع الدعاء ساعة غضب فإنه غير مستجاب ـ إن شاء الله ـ لقوله سبحانه: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {يونس: 11}.
جاء في تفسير ابن كثير: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ أي: لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك، لأهلكهم، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم،لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم. انتهى بتصرف.
ولا ننصحك بمفاتحة أمك في هذا لأنه قد يسيئها، بل تجاهلي هذا كله وأقبلي على ما ينفعك من برها والقيام بمصالحها والحرص على ما يدخل عليها السرور والرضا، ثم اطلبي منها الدعاء لك لأن دعاءها لك مستجاب ـ إن شاء الله ـ كما في الحديث: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر. رواه أحمد وأبو داود وحسنه الأرناؤوط والألباني.
وما دمت تعلمين كراهة أمك للحديث في أمر الزواج فلا تحدثيها فيه، وتوكلي على الله سبحانه، وأكثري من دعائه والإلحاح عليه، وثقي أن ما قدره لك سيكون، ولن يستطيع أحد من الخلق أن يحول بينك وبينه، ويمكنك التحدث في الأمور الخاصة بالزواج مع وليك، سواء كان أبا أو أخا أو غيرهما فهو صاحب القرار في تزويجك، وإن أردت الاستشارة فيمكنك أن تطلبيها ممن تثقين في دينه وخلقه من ذات رحم أو صديقة ونحو ذلك.
وأما ما يراه هذا الرجل في نومه من رؤيا فلا تشتغلي بها، سواء كانت حقا أو كانت أضغاث أحلام، ولا يجوز لأخته أن تداوم على الحديث بما يراه في نومه لزميلاتها خصوصا فيما يتعلق بأمر الزواج فهذا قد يكون سبب فتنة له ولهن.
والله أعلم.