الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الأم عظيم، وبرّها من أوجب الواجبات، كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر، لكنّ الطاعة الواجبة للأمّ ليست مطلقة، وإنما مقيدة بالمعروف، فلا طاعة في معصية الله، ولا طاعة فيما فيه ضرر، وانظر الفتوى رقم: 76381.
والظاهر أنّ أمّك تأمرك بالزواج رغبة في مغايظة زوجتك وأهلها، فلا يجب عليك طاعتها في ذلك، ولا تكون عاقاً بترك الزواج من ثانية، بل إنك إذا لم تكن قادراً على مؤنة الزواج فلا يجوز لك الزواج من ثانية.
أمّا إذا كنت قادراً على الزواج ومراعاة العدل بين الزوجتين ولم يكن في زواجك ضررعليك، فالأولى أن تطيع أمّك.
والذي ننصحك به أن تجتهد في برّ أمّك والإحسان إليها، وتتعامل مع زوجتك بالحكمة وتسعى في الإصلاح بين أمّك وزوجتك وخالتك.
وننبهك إلى أنّ التكافأ في المستوى التعليمي ليس شرطاً لتحقيق حياة زوجية سعيدة، وإنما المعتبر في الكفاءة بين الزوجين هو: الدين والخلق.
والله أعلم.