الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أختنا السائلة أولا أن الله تعالى يسر كتابه على عباده كما قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ . {القمر: 17}. ولعل ما أنت فيه من العناء سببه المبالغة في محاولة إظهار الحروف من مخرجها عند التلاوة في الصلاة خوفا من بطلان الصلاة إن لم تفعلي، والحروف سهلة يسيرة النطق لا يحتاج إخراجها إلى إعياء ولا تقطع نفس، وقد يكون ما أنت فيه سببه نوع من المس أو السحر ونحو ذلك. فنوصيك بعدم المبالغة في إظهار الحروف من مخرجها، وكذا بأن ترقي نفسك أو تبحثي عمن يرقيك ممن هو موثوق في دينه وعقيدته. ولا بد للمنفرد والإمام من تلاوة الفاتحة كاملة في الصلاة ولا يجوز إسقاط كلمة- الدين- بحجة صعوبة نطقها. وقد نص الفقهاء على أن من ترك حرفا من الفاتحة لم تصح صلاته.
وأما الوسوسة في الوضوء فالطريق لحلها هو ترك الانقياد لتلك الوسوسة وعدم الالتفات إليها، فاغسلي وجهك ثلاث مرات، واحرصي على استيعابه فيها ثم لا تلتفتي إلى الوسوسة بعد ذلك، فإن فعلت ما أشرنا به عليك فإنه لا تمضي مدة يسيرة إلا وقد تغلبت عليها بإذن الله وزالت عنك تلك الوسوسة، وانظري الفتاوى الآتية أرقامها: 119033، 75046، 7578، 51601.
والله أعلم.