الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت حين حلفت قد وصل بك الغضب إلى حدٍّ أفقدك الإدراك بحيث لا تعي ما تقول، فلا حرج عليك في مساعدة أهلك في تكاليف زواج أختك، فإنّ الغضب الذي يفقد الإدراك يمنع وقوع الطلاق، وانظر الفتوى رقم:1496. وأمّا إذا كنت حلفت مدركاً لما تقول، فاعلم أنّ الحلف بالطلاق عند الجمهور يقع به الطلاق إذا وقع المحلوف عليه، خلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أنه إن قصد الحالف حث نفسه على فعل شيء أو منعها منه ولم يقصد إيقاع الطلاق فإن حكمه حكم اليمين، فإذا وقع المحلوف عليه، لزم الحالف كفارة يمين، ولا يقع به طلاق.
فعلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية يمكنك مساعدة أهلك وإخراج كفارة يمين، وعلى قول الجمهور- وهو المفتى به عندنا- فإنّك إذا ساعدت أهلك في تكاليف زواج أختك وقع الطلاق على زوجتك، فإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية، فإنه يمكنك مراجعتها، وأمّا إذا كانت تلك الطلقة الثالثة، فإنّها تحرم عليك ولا تحل لك حتى تتزوج غيرك زواج رغبة لا زواج تحليل، ثم يدخل بها، ثم يفارقها.
وحتى تتجنب الوقوع في الطلاق فبإمكانك أن تعتذر إلى أختك وأهلك وتبين ما قد وقعت فيه، ولك أن تعطيها وتهديها بعد ذلك في غير تكاليف الزواج.
وننبه السائل إلى أن الحلف بالطلاق غير جائز، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت. رواه البخاري.
والله أعلم.