الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنّك لم تحسني اختيار الزوج حين قبلت الزواج من رجل لا يصلي، فلا شكّ أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولكن قولي: قدر الله وما شاء فعل.
وما ذكرت عن زوجك من سوء العشرة وفساد الخلق ليس بمستغرب من مثله، فإنّ من كان مضيّعاً لحقّ ربّه فهو لحقّ غيره أضيع.
وقد أحسنت حين صبرت ولم تقابلي إساءة زوجك بتفريط في حقّه، وما كان منك من طلب الطلاق منه فليس عليك فيه إثم، فإنّ طلب الطلاق يجوز لظلم الزوج أو فسقه وفجوره، ولمعرفة الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق، انظري الفتوى رقم: 37112.
وإذا أراد زوجك رجعتك قبل انقضاء العدة فله ذلك، فأنت قبل تمام العدة لا تزالين في حكم الزوجة، أما إذا أراد مراجعتك بعد انقضاء العدة فلا مانع من رجوعك إليه لكن لا بد من عقد جديد، لكن إذا لم يظهر منه صلاح، فلا ننصحك بالرجوع إليه، ولاسيما إذا استمر على ترك الصلاة، وراجعي في حكم بقاء الزوجة مع زوجها التارك للصلاة، الفتوى رقم: 5629.
واعلمي أنّ الطلاق ليس بالضرورة أن يكون شرّاً، بل قد يكون خيراً، وربما كان طلاقه لك بهذه السهولة رحمة من الله بك أن خلصك من سوء عشرته بغير كبير عناء منك، ولعل الله يعوضك خيرا منه، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ. {النساء 130}.
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها.
ونوصيك بكثرة الدعاء مع التوكّل على الله، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبداً، وأبشري بكلّ خير، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف: 90}.
والله أعلم.