الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ. رواه البخاري ومسلم. والحياء يجعل المسلم يترفع عن كل دنيء من الأعمال والأقوال، ومن الحياء: التستر حال الجماع عن أعين الآخرين ، بل وعَن سمع الآخرين، عن كل مَن يدرك ويميز ما يراه ويسمعه.
جاء في الموسوعة الفقهية: يُخِلُّ بالاستتار وجود شخص مميز مستيقظ معهما في البيت، سواء أكان زوجة أم سرية (أَمَة) أم غيرهما، يرى أو يسمع الحس. وبه قال الجمهور. وقد سئل الحسن البصري عن الرجل يكون له امرأتان في بيت، قال : كانوا يكرهون أن يطأ إحداهما والأخرى ترى أو تسمع. انتهى .
وما ذكرته السائلة من سماع الزوجة الأخرى صوتهما عند الجماع وشعورها بهم مكروه عند العلماء كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 121874 فراجعيها.
وحرصك على مراعاة مشاعر الزوجة الأخرى علامة خير بك وسمو نفس، فالمؤمنة تحب لأختها ما تحبه لنفسها، فاحرصي على نصح زوجك باللين والملاطفة، فإن لم يستجب فلا داعي لإثارة المشاكل وهدم البيت من أجل هذا الفعل المكروه، واسألي الله أن يوفقه للاستجابة لطلبك، ولإحسان العشرة معكما.
والله أعلم.