الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمشروع للمسلم إذا سمع الأذان أن يقول مثلما يقول المؤذن ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت الأمر بذلك في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ثم يشرع له كذلك أن يصلي ركعتين بين الأذان والإقامة لحديث: بين كل أذانين صلاة. أخرجه البخاري.
ويشرع له كذلك أن يجتهد في الدعاء لأن هذا الوقت من أوقات الإجابة كما روى الترمذي وغيره من حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد. وبأي ذلك بدأ فقد أحسن، فإن دعا ثم صلى فلا بأس، وإن صلى الركعتين ثم اجتهد في الدعاء فلا بأس، ولا نعلم دليلاً صريحاً على استحباب تقديم أحدهما، على أن الصلاة خير موضوع كما روي عنه صلى الله عليه وسلم ثم هي مشتملة على الدعاء فلعلها أولى بالتقديم لما ذكر، والذي ينبغي للمسلم أن يحرص على أعمال الخير ما أمكنه وأن يجمع بين الطاعات المختلفة لتحصل له فضيلة كل منها.
والله أعلم.