الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
1- الاستفسار من الفسر بمعنى البيان وكشف المعنى، فالاستفسار هو طلب بيان المراد من اللفظ المشكل.
قال في لسان العرب: الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله. ابن الأَعرابي التَّفْسيرُ والتأْويل والمعنى واحد وقوله عز وجل: وأَحْسَنَ تَفْسيراً. الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل، والتأْويل ردّ أَحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر واسْتَفْسَرْتُه كذا أَي سأَلته أَن يُفَسِّره لي.
وقال في تاج العروس: الفَسْر : الإِبَانَةُ وكَشْفُ المُغَطَّى كما قاله ابنُ الأَعْرابيّ، أَو كَشْفُ المَعْنَى المَعْقُولِ كما في البَصَائر كالتَّفْسِير.
2- الاستفهام من الفهم، وهو معرفة الشيء بالقلب، فالاستفهام هو طلب حصول ذلك.
قال في لسان العرب: الفَهْمُ معرفتك الشيء بالقلب فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة عَلِمَه الأخيرة عن سيبويه، وفَهِمْت الشيء عَقَلتُه وعرَفْته وفَهَّمْت فلاناً وأَفْهَمْته، وتَفَهَّم الكلام فَهِمه شيئاً بعد شيء ورجل فَهِمٌ سريع الفَهْم ويقال فَهْمٌ وفَهَمٌ وأَفْهَمه الأَمرَ وفَهَّمه إياه جعله يَفْهَمُه واسْتَفْهَمه سأَله أن يُفَهِّمَه.
3- السؤال قد يأتي بمعنى الطلب، كما قد يأتي بمعنى الاستعلام.
قال في المصباح المنير: ( سَأَلْتُ ) الله العافية طلبتها ( سُؤَالاً ) ? ( مَسْأَلَةً ) وجمعها ( مَسَائِلُ ) بالهمز ? ( سَأَلْتُهُ) عن كذا استعلمته.
وقال الراغب في مفردات ألفاظ القرآن: السؤال: استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء مال، أو ما يؤدي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليد خليفة له بالكتابة، أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسان خليفة لها إما بوعد، أو برد.
...والسؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام، وتارة للتبكيت، كقوله تعالى: وإذا الموءودة سئلت. [التكوير/8]، ولتعرف المسؤول. والسؤال إذا كان للتعريف تعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه، وتارة بالجار، تقول: سألته كذا، وسألته عن كذا، وبكذا، وبـ (عن) أكثر، ...
وإذا كان السؤال لاستدعاء مال فإنه يتعدى بنفسه أو بـ (من). اهـ. بتصرف.
والله أعلم.