الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها السائل أن الشرع قد ندب إلى نكاح المرأة الجميلة حتى يحصل بها تمام الإعفاف للزوج، فقد أخرج أحمد والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
قال السندي عند شرح الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهرا أو لحسن أخلاقها باطنا.
وقال ابن قدامة: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح. انتهى.
فلا شك في أن نكاح المرأة الجميلة فيه كثير من المصالح، كما أن نكاح المرأة التي تحفظ كتاب الله فيه كثير من المصالح أيضا لأن الغالب على المرأة التي نشأت على القرآن أن تكون قوية في دينها متمسكة به، هذا بالإضافة إلى أن هذه المرأة سيكون لها أثر كبير في نشوء الأولاد في بيئة إيمانية قرآنية لأن ملازمتهم لأمهم ستحتم عليهم ذلك.
وعلى كل فإنا نوصيك بالصبر فربما أتيحت لك امرأة تجمع بين الحسنيين نعني جمال الصورة وحفظ القرآن أو حفظ جزء كبير منه، فإن لم يتيسر لك ذلك فيمكنك عند رجوعك إلى بلدك أن تذهب لرؤية هذه المرأة التي تحفظ القرآن فلربما أعجبتك صورتها لأن أمر الجمال أمر نسبي يختلف باختلاف الأشخاص، فإن استراحت نفسك إليها فأتمم زواجك منها على بركة الله، وإن نفرت منها وأعجبتك الأخرى فلا حرج عليك في الزواج منها ما دامت ذات خلق ودين، وعليك باللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء والاستخارة، ولا تعد الاستخارة في هذا الموضع من الأمور المحرمة بل ولا المكروهة لأن الزواج بامرأة تحفظ كتاب الله ليس بفرض ولا هو بواجب وقد تكون امرأة لا تحفظ من كتاب الله إلا شيئا يسيرا وهي في دينها وخلقها أقوى ممن تحفظ القرآن كاملا.
والله أعلم